إن من أهم شروط قبول الرأي الديني والدعوي أن تتوفر الثقة لدى المتلقي بأن هذا الرأي لا تشوبه حزبية ولا سلطة ولا أي شيء من حطام الدنيا، وألا تتقاطع سياسة الدولة مع المؤسسة الدينية، وهو ما يؤكد الحاجة الماسة إلى صيانة استقلال الأزهر الشريف استقلالا حقيقيا شكلا وموضوعا. وقد كان الأزهر يتمتع بهذه الاستقلالية قبل صدور ما عرف بقانون تطوير الأزهر لعام 1961 م، وكان استقلال الأزهر يرجع تمويله إلى حصيلة الأوقاف التي حبسها الخيّرون من أهل البذل والعطاء من أبناء المسلمين ليؤدّي هذا الصرح رسالته العالمية دعوة وتعليما وفتوى ومرجعيّة، ويقوم بدوره الريادي مستقلاً عن سياسة الدولة المصريّة وتوجيهها. إن عهد الحريات العامة الذي نستبشر به جميعا يشجعنا على توسعة رقعة الإصلاحات لتشمل هذا المجال الحيوي.
إن مشروع إصلاح الأزهر الشريف يمكن أن يبدأ بإنشاء هيئة لإصلاح الأزهر لتحقيق المتطلبات الآتية:
1- المطالبة بفصل الأزهر وجعله مؤسسة مستقلة عن مؤسسات الدوله لأداء وظيفته الدينية بدون أي قيود بأي شكل من الأشكال .
2- إلغاء وزارة الأوقاف وإرجاع أمانة أوقاف المسلمين لمؤسسة الأزهر حتى ترعاها وتتولى أمرها على الوجه الذي ينبغي لصالح طلاب العلم وللأعمال التي تم وقفها لأجلها.
3- أن يعين شيخ الأزهر بالانتخاب من قبل هيئة لعلماء المسلمين وأن لا يقيد شيخ الأزهر بأن يكون مصريًا لأن الأزهر مؤسسة ومرجعية عالمية.
4- أن يكون للأزهر سياستة الخاصة المستقلة عن سياسة الدولة، ويحق له تلقي الدعم بكافة أشكاله من دول العالم الإسلامي.
5- أن يتم محاسبة علمائهم من قبل مؤسسة الأزهر بلا قيود من الدولة وأن يتولى الأزهر بذاته دفع الرواتب والمعاشات لرجال الوعظ والعلماء.
ويراعى عند تأسيس هذه الهيئه الآتي:
1- الحرص على اختيار الهيئة من علماء الأزهر الشريف تجنبًا لأي شبه يمكن أن تثار بأن هذا المشروع صدر من الخارج أو تبناه أصحاب فكر مرفوض من الأزهر لهم أجندات خاصة وتجنبًا للطعن في أمانة العلماء. لذلك يراعى أن يكونوا من المعروفين لدى العوام ولهم مصداقية في الأزهر بقدر المستطاع مثلا كمن تقاعد منهم أومن لا يبالي بتأثير منصبه.
2- محاولة عمل حصانة سياسية لرجال الهيئة تحفظهم من الوقوع في أي مخالفة قانونية تعود عليهم بالضرر والأستعانة بمشورة أهل القانون في ذلك.
3- عمل دراسة جدوى للمشروع تشمل النواحي الإدارية والمالية.
عمل الهيئة:
1- القيام بشغل الرأي العام وتوسيع مساحة هذا الرأي من خلال إقامة ندوات لشرح وتوضيح هذه القضيه بكافة تفاصيلها على الناس في المنتديات العامة والمساجد والأحزاب السياسية المختلفة بكافة إتجاهاتها وذلك بالتنسيق معهم.
2- محاولة استغلال وسائل الإعلام المختلفة من جرائد ومجلات ورقية وإليكترونية والشبكات التليفزيونية ومواقع التواصل.
4- إشراك الهيئات المختلفة من مؤسسات المجتمع المدني من نقابات كنقابة الصحفيين والمحامين والقضاة والأطباء والمهندسين وغيرهم وأصحاب الضمير الحي من رجال الفكر والمسؤولين والأحزاب السياسية بكافة أشكالها ومحاولة تبني هذه الفكرة من قبلهم وتبادل النصائح المختلفة معهم لتدعيم هذه الفكرة في المجتمع المصري.
4- بعد تأسيس المراحل الأولى للهيئة يمكن دراسة توسيع رقعة الرأي العام من رأي عام داخلي إلى رأي عام دولي إسلامي إن وجدت المصلحة لعمل ذلك من خلال:
أ- عرض الفكرة على المنظمات الإسلامية العالمية ودراستها ومناقشتها في المؤتمرات الإسلامية لإضفاء شرعية لها ودعم من قبل دول العالم الإسلامي.
ب- الوصول للسفارات الإسلامية المختلفة وتوزيع الكتاب المترجم عليهم للحصول على دعم منهم وتأييد للفكرة.
ج- محاولة الوصول إلى نشر هذه الفكرة في الموسسات الدينية خارج مصر في هذه الدول الإسلامية لتكون دعمًا وضغطا على حكومات هذه الدول للتعاطف مع الفكرة ولتحقيق ريادة الأزهر
